الأحد، 9 ديسمبر 2018

رأيي المختصر في فستان رانيا يوسف

تحت عنوان "الأمة التي إنتفضت من أجل فستان" كتب أحدهم في منتدى عمومي مشهور:
 المرأةُ ليست قطعةَ قُماشٍ تعرِضُها وتُغلّفها على ذوقكَ وتقيّمها برخيصةٍ أو غالية، المرأةُ إنسان، والإنسانُ يُقيّم بفكرهِ لا بِقطعةِ قُماشٍ يرتديها، التسليع الجسدي ليس ثقافة، بل انحطاطٌ أخلاقيٌ يُزرع في عقولِ أطفالنا في المدارس قبل المنازل.. لن تتغير نظرتهم وقوالبهم النمطية إلا إذا انتفضتِ بوجهِ مُجتمعكِ الذي يُخفيكِ ويُخيفُكِ من جسدكِ ويشعركِ بالنقصِ بعاداتهِ وتقاليدهِ التي تراكِ سلعةً لا أكثر. ارتدي ما شئتي، لا تُبالي لنظراتهم، فليس هناك وصيٌ عليكِ غيّرُك، جسدكِ ليس عورة وليس مكانًا للتقييم وليس سببًا للمشكلات فعقولهم هي المشكلة. 
وأردف قائلا: 
"الأُمة التي تُستفز وتنتفض غضبًا من فُستان ولا يستفزُّها انتهاكُ كرامة الإنسان هي أُمةٌ مريضة." 
يبدو أن هناك الكثيرون ممن لم يعجبهم كلامه وهناك أيضا كثيرون أعجبهم رأيه، لكن أتوقع أن يحتد النقاش في أي لحظة.
كنت سأرد بالتالي، لكني أردت أن أكتب ردي في مدونتي الشخصية، لأن مدونتي الشخصية هي بيتي، ليست منتدى عمومي، قد يتصافق أحدهم علي فيه: 
المشكلة الحقيقية ليست في قناعات المرء نفسها مهما كانت، لكن المشكلة الحقيقية أو قل مشكلة المشكلات أن ينصب البشر أنفسهم جلادين ورقباء على بشر آخرين، مع العلم بأني شخصيا لست سعيدا بما إرتدته تلك الفنانة، لكن من أنا لأثور عليها، يكفيني فقط إخبار أولادي أن هذا خطأ، أو إن كنت معلم أجيال مثلا "مثل بعض ممن ظنوا أنهم رقباء على الأمة" يمكنني الإدلاء برأيي دون أن أقيد أحد أو أدفعه لإتخاذ نفس الرأي، وحتى إن كنت رجل دين، يمكنني الإدلاء برأيي بكل إحترام، وبرأي الدين أيضا، بدون غضب وبدون ثورة، ولأترك لإلهي الحساب، فهو الديان العادل، أما أنا، فمن أنا؟ قد أقوم بعمل منكرا أكبر من هذا، لكن عدم فضيحتي تكمن في أن الله سترني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق