الأربعاء، 31 يناير 2018

ثقافة النقد، هل هي ميتة في مجتمعاتنا؟ دراسة بسيطة في سفر يونان النبي

صوم يونان أو يونس أو نينوى :
كمسيحيين مصريين (أقباط) بدأنا صوم يتكون من ثلاثة أيام فقط إحياء لذكرى نبي الله "يونان / يونس" وتبشيره ﻷهل نينوى بالعراق عن الإله الحي الواحد الحقيقي، بدأ الصوم يوم الإثنين الماضي وسينتهي اليوم إن شاء الله.
وعظ أحد وعاظ الكنيسة المحلية في قريتي يوم الأحد الماضي عن يونان وعن سفره المسمى بإسمه في العهد القديم  بالكتاب المقدس، وكانت عظة جيدة. سلط الضوء فيها على أشياء أعتقد أني أول مرة أنتبه إليها بفضله. وفي نهاية العظة قال:
"وبذلك تحول يونان من إنسان عاص لربنا إلى نبي جيد بشر به عند أهل نينوى المدينة العظيمة"
وهنا إستقطعته..

نظرة بسيطة على خلفية النقد الذي وجهته لكلمات الواعظ:
كانت مدينة نينوى مدينة مترامية الأطراف، يسكنها 120 ألف نسمة على الأقل، وذلك ما أخبر الرب به يونان محفزا له على القيام إليها ونشر دعوة التوبة والرجوع إلى الرب فيها. كانت المدينة متسعة جدا بحيث أنك لكي تقطعها سيرا على الأقدام ستستغرق ثلاثة أيام! (هكذا أتى في سفر يونان)، لكن يونان النبي لم يمش فيها داعيا بخراب المدينة بعد 40 يوما بسبب شرورها الكثيرة التي صعدت إلى الله إلا يوما واحدا فقط، وهذا كان سبب تدخلي في نهاية العظة.

 حيث قلت للواعظ:
"لم يعمل يونان النبي كل ما كان واجبا عليه أن يقوم به، لقد سار في المدينة يوما واحدا، وكان لزاما عليه أن يسير لمدة ثلاثة أيام، لكي ينبه كل المدينة إلى غضب الرب اﻵتي عليها، لقد كان يعمل واجبه بدون شهية أو برخاوة ولم يقم به كاملا"
  رد الواعظ بإبتسامة لطيفة:
"صحيح، لكن أهو بشر وخلاص".

تعنيف إحدى الأخوات لي بسبب ما قلته:
بعد نهاية العظة، خرجت مع صديقي من صحن الكنيسة إلى الساحة الخارجية، وطفقنا نتحدث سويا عن أمور الحياة الأخرى، وإذ فجأة أتت إمرأة أخيه وأمامها طفلتها. داعبت الطفلة قليلا، لاحظت أن أمها سحبتها من أمامي وقالت لي:
"من أنت حتى تتهم نبي الله يونان بأنه لم يعمل واجبه كاملا؟!"
قالت كلام آخر كثير لكني لا أتذكره، رددت عليها وقلت:
"الله لا يكذب، كما أنه لا يكتب شيئا بالكتاب المقدس إعتباطا أو ليس ذي قيمة، أعتقد أن الله كان ينبهنا لشيئين من دعوة يونان ﻷهل نينوى بالتوبة، أولهما: أنه لم يسير إلا يوما واحدا، وﻷن كل المدينة تابت فهذا شيء يحسب للمدينة. ثانيهما: أنه لم يقل توبوا وإرجعوا إلى الله حتى لا يعاقبكم، وإنما قال أنه بعد أربعين يوما تنقلب المدينة، وكأنه لم يكن يريد لهم أن يتوبوا إلى الله فيرحمهم، وهذا بسبب عصبيته إلى قومه العبرانيين، ما يعني أنه وإن كان الإنسان غير أمين، فإن الله أمين"
 ذهبت الأخت بعيدا، وأغلب الظن كان لسان حالها يقول: "لقد جن هذا الشخص تماما!"

من وجهة نظر إسلامية:
أظن أن مساحة الحرية التي حكيت عنها أعلاه وتمتعت بها كمسيحي، لا توجد في الخلفية الإسلامية، ﻷن الإسلام يدعو بعصمة أنبياء الله، وهذا ما لا تقبل به كل من المسيحية واليهودية. عموما للتعمق أكثر في ما جاء في هذه التدوينة، يمكنكم قراءة قصة يونان النبي كما أتت في النسخة اليهودية / المسيحية وذلك بقراءة سفر يونان

وإلى أن نلتقي، دمتم سعداء...

الجمعة، 26 يناير 2018

جحيم مواقع العمل الحر

مقدمة:
قرأت منذ بضعة أيام تدوينة لمبرمجة ويب تشكو فيها عدم حصولها على أي عمل مهما كان بسيطا في مواقع العمل الحر العربية، وأنها قدمت كثيرا على طلبات شغل كثيرة، لكنها لم توفق على الإطلاق، حتى عندما كان يتواصل معها المشترون، تقول إنهم يتواصلون معها ربما يومين ثم يذهبون بعيدا "لا حس ولا خبر" ! وأيضا كانت تشكو من أن كثير من المشترين يكتبون في قسم الطلبات طلب، ثم يغلقونه أو يلغونه، ثم تتساءل: لماذا يضيعون وقتنا كمستقلين؟ وأنا أيضا أتساءل معها.
أيضا وجدت بعض زملائي في العمل الحكومي حائرين تائهين، فهم سمعوا كثيرا عن العمل في مواقع العمل الحر العربية، لكنهم لا يدرون كيف يبدأون خطواتهم اﻷولى فيها، كنت إلى البارحة أشجعهم وأدعوهم ﻷن يصبروا ويثابروا، لكن قد أغير رأيي، ربما قد غيرته فعلا وربما لا، الأمر يعتمد عليك شخصيا، أكمل قراءة باقي التدوينة حتى تعرف ماذا أقصد.

مراحل العمل على الإنترنت:
في أحد الردود على تدوينة الأخت المبرمجة التي ذكرتها أعلاه، قال أحدهم بالنص:
المرحلة الأولى في العمل على الانترنت: تجربة المنصات الخاصة بالعمل الحر
المرحلة الثانية: ادراك ان هذه المنصات لا نفع منها في 99% من الوقت
المرحلة الثالثة: بدا العمل الفعلي على الانترنت
قراري للأيام المقبلة:
بصراحة أقنعني "إبن اﻵيه" وعلى أساس هذا الإقتباس قررت قرارا خطيرا، لا، لن أحذف حساباتي من مواقع العمل الحر، لست بهذا المندفع الطائش، لكني على الأقل لن أقدم على الوظائف البرمجية هناك، وسأهتم أكثر بتسويق نفسي كمبرمج مواقع الكترونية ومدونتي هذه، مع الأخذ في الإعتبار أي وظائف بسيطة قد تأتي لي من هناك، ﻷني سأظل أنفذها وعلى أكمل وجه إن شاء الله وعشنا. وسأهتم بمواقع التوظيف "ليست مواقع العمل الحر".
بخصوص هذه المدونة، فقد أتى لي شغل برمجة وتصميم كثير عبرها، لا أدري لمَ لمْ أهتم بها كل هذه الفترة، فلا أحد يستقطع مني شيء ولا يحزنون. وأيضا يتم الدفع لي بالطريقة التي أحبها، كما أنه يمكنني إستقبال جزء من المبلغ يصل إلى نصفه أحيانا قبل أن أبدأ العمل حتى. لقد كنت مرتاحا كثيرا بينما كنت أعمل لدى زبناء أتوا عبر هذه المدونة، أما مع زبناء مواقع العمل الحر فلم أشعر كثيرا بهذا القدر من الراحة .

شكرا لمنصات العمل الحر:
قد يظن بعضكم أن هذه التدوينة هي تدوينة ذم لمواقع العمل الحر العربية وغيرها، لا على الإطلاق، أنا مدين بكثير جدا لهذه المواقع، هي فعلا أمدتني ببعض الزبائن الجيدين جدا والذين أصبحوا زبائن دائمين، هذا فضلا عن كمية المال الجيدة التي ربحتها من هناك، وما تابعها من مهارات جديدة كنت أحاول تعلمها طوال الوقت حتى أستطيع تنفيذ المهام التي أوكلت لي على أكمل وجه، أو لأستطيع تنفيذ المهام التي لم توكل لي لنقص بعض المهارات لدي، مما حفزني لتعلمها.

خاتمة:
لا أريد أن أحبط أيا منكم خاصة إذا كان في بداية حياته في العمل عبر الإنترنت، بل بالعكس، أنا أريدكم أن تفوزوا بمشاريع كثيرة على هذه المنصات حتى تكتسبوا خبرات كثيرة ورائعة تستفيدوا منها فيما بعد سواء في عمل حر عبر الإنترنت لشخصكم الكريم "قصرا" أو في الوظائف المتاحة في العالم الواقعي. فكما أسلفت، لمواقع العمل الحر فوائد كثيرة للمبتدئين. ولطالما ساعدتني تلك المواقع عندما كنت مبتدئا، لكن طالما أصبح الأمر أشبه بالجحيم، فلا مناص من الفرار فيما يبدو من ذلك الكوكب، والبدء من جديد في كوكب جديد!

ودمتم سعداء..

السبت، 13 يناير 2018

إستمتع بقراءة كتابي (إثنتى عشر قصة مصرية قصيرة) ب 5 دوﻻرات فقط

لم أجد فكرة تعبر عن عنوان الكتاب ومحتواه في الغلاف إلا أن أضع ورق البردي كخلفية

ربما تشعر يا صديقي كزائر للمدونة في حالتها الحالية، وبعد تصفح آخر المقالات أنني مدون تقني أو تكنولوجي، وربما أنت على حق، لكن هذا ليس كل شيء بالطبع، ففي الأصل أنشأت هذه المدونة كمدونة أدبية، لكن بعدما تغيرت الإهتمامات، أصبحت أكتب عن البرمجة والعمل الحر بالإضافة لمراجعات كتب قرأتها ومازلت أكتب محاولات أدبية بسيطة ليست بتواتر أو بتردد كتاباتي الأدبية خلال السنين الأولى من عمر هذه المدونة..

مفاجأة:
لكني أحب أن أخبرك أني قبل أن أهتم بالأمور البرمجية والعمل الحر، كنت قد نشرت ثلاثة كتب إلكترونية، واو!! نعم ثلاثة كتب وهي كالتالي:
  1. إثنتى عشر قصة مصرية قصيرة
  2. ديوان شعر أنا إتغيرت
  3. رواية باللغة الإنجليزية بعنوان أبانوب.
أعتقد أن أجمل وأقوى تجربة في كل هاته الكتب هي الأولى، كتاب القصص القصيرة، فكتابة الرواية والقصة القصيرة تمتعني حقا، أما الذي جعل الرواية الأخيرة ليست بجمالية ولا في قوة كتاب القصص القصيرة (أو هكذا أظن) أنني مهما كنت لست متمكنا من اللغة الإنجليزية، وأعتقد أن ذلك الكتاب يجب أن أراجعه حتى أستطيع فعلا أن أقول أنه كتاب حقيقي أو رواية حقيقية.

سبب إعادة نشر كتابي "إثنتى عشر قصة مصرية قصيرة":
ربما يقول أحدكم أنك فعلا أعلنت هنا عبر هذه المدونة ربما أكثر من مرة عن هذا الكتاب، لكن لماذا تعيد نشره؟ وإجابتي بإختصار هو أنني نشرته على منصة مختلفة عن المنصات السابقة، حيث أن المنصة الحالية بها العديد من المزايا، حتى أني بمجرد ذكر إسمها سيقول معظمكم: "نعم، إختيار موفق" وهو كذلك بالطبع.

منصة خمسات وفوائد نشر الكتاب عليها:
نعم، أخترت هذه المرة أن أنشر كتابي عبر موقع خمسات للخدمات المصغرة، وذلك للأسباب التالية:
  1. به الكثير من المستخدمين العرب القادرين على الدفع.
  2. لي سمعة أكثر من جيدة (الحمد لله) هناك، كمبرمج مواقع الكترونية وقبلها كمترجم من وإلى اللغة الإنجليزية.
  3. سهولة سحب الأرباح منه، حيث سحبت أرباحي من هناك ربما حوالي عشر مرات أو أكثر.
  4. تتبع منصة خمسات شركة حسوب والتي أعتبرها أفضل شركة تقنية عربية، فعندما تتقاسمني الأرباح، أشعر بأن (الحكاية في بيتها) كما نقول في مصر!
  5. وكثير من الأسباب الأخرى..
عن الكتاب مرة أخرى:
صحيح أنني تكلمت عن محتويات الكتاب بإستفاضة من قبل، لكن ما المشكلة، سأكتب أسطر قليلة عنه، تشرح محتواه بإختصار شديد جدا، و (أهو) في الإعادة إفادة! هاكم الوصف الذي كتبته في صفحة الكتاب في موقع خمسات:

جاء في مقدمة الكتاب:
هى قصص كتبتها على مدار الخمس سنوات الماضية، بعضها حقيقى وبعضها لا، بعضها كوميدى أو واقعى والبعض الآخر خيال علمى، أتمنى أن تنال إعجابكم، وإعجابى أيضا لأننى سأقرأها معكم، فقد نسيت أننى كتبت مثل هذه القصص يوما ما!

بعض الموضوعات التي يتناولها كتابي:
هذه المجموعة من القصص تتحدث عن مواضيع متعددة، مثل الثورة فى مصر وسوريا، العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر، الفساد، الفقر، وشىء من الرومانسية، وأخيرا الخيال العلمى.

 طيب، واﻵن أترككم مع فهرس القصص:
أحبك يا أمجد
زيارة إلى الماضى: قصة خيال علمى
لقاء تليفزيونى
حقوق مغتصبة 1
حقوق مغتصبة 2
شرط الإجتهاد
لكنكما تعبدان إلها واحدا
فأر فى السيارة
حوار عن حرب غير شرعية - قصة خيال علمى
تداعيات إغتصاب 1
تداعيات إغتصاب 2
عندما زارنا اللاجىء السورى
واﻵن ماذا تنتظرون، إن أعجبكم عرضي للكتاب، وأردتم قضاء بعض الوقت الممتع مع كتابي، لم لا تشترونه من موقع خمسات؟ وإن لم يكن لديكم هناك حسابا، ولا تريدوا أن تنشأوا حساب أيضا (رغم إني أنصح بالإشتراك في ذلك الموقع!!) فيمكنكم شراء الكتاب من موقع سماش ووردس أو عبر الدفع لي على موقع بايبال إن أردتم، فقط أكتبوا لي على صفحة إتصل بي، وسوف أعطيكم بريدي الإلكتروني هناك حتى تحولوا لي المال..

دمتم سعداء، إلى أن نلتقي ..

الأربعاء، 10 يناير 2018

بدأت العمل أخيرا بدوام جزئي

رغم ان بيئة العمل في مصر في الوظائف الحكومية ليست جيدة جدا وليست جاذبة للعمل، الا اني ممتن للقانون المصري الذي يجيز العمل بدوام جزئي (نصف الوقت) إذا اراد الموظف واذا وافق مديره.
قرأت مناقشة من قبل تحاور فيها القراء عن أهمية ان يكون هناك وقت للترفيه وللرياضة وللقراءة والافضل من كل ذلك ان يتوافر وقتا للبحث عن حياة اخرى افضل، حيث اتفق المتحاورون ان الدوام الكلي من 9 صباحا حتى 5 مساء لا يترك لك الا القليل من الوقت للاكل ثم للنوم ربما، ولن تستطيع حتى ان تجلس وقتا كافيا مع عائلتك.
كنت قبل قراءة تلك المحادثة بقليل قد قررت أن أعمل نصف الوقت فقط بجزء من الأجر، وذلك حتى أتفرغ جزئيا لعملي كمبرمج حر لمواقع الانترنت، ولصقل مهاراتي ايضا لأن سوق العمل يجب مواكبته وذلك عن طريق تعلم اهم المهارات الجديدة.
صحيح انني في الوقت الذي أذهب فيه الى العمل الحكومي اقوم بشغل مضاعف لكي اقوم بكل العمل الموكل الي، لكني سعيد جدا انني استطعت أخيرا أن أقضي وقتا أكثر مع العمل الذي يحبه قلبي وهو العمل الحر و / أو البرمجة، وأيضا وقتا أكثر للكتابة في هذه المدونة.
ولاستثمار كل الوقت الجديد افضل استثمار قررت حذف حسابي على الفيس بوك نهائيا، وذلك لضمان عدم تشتيتي عن هدفي الاول وهو الذي ضحيت من أجله بالجزء المقتطع من راتبي..
صحيح أنني لم أوظف حتى الان في أي مشروع برمجي (بعد تنفيذي لقرار العمل لنصف الوقت فقط)، لكن كما تعلمت عندما كنت متفرغا تماما قبل الوظيفة هكذا أفعل وهو باختصار أن أصقل مهاراتي بينما لا يوجد شغل وبهذا استطيع ان استفيد اقصى استفادة من الوقت.. كما وإنني أيضا بدأت في ترجمة كتاب شائق سأعلن عنه لاحقا في تدوينة لاحقة في هذه المدونة.