الأحد، 20 مارس 2016

كيف تتخلص من ضغط العمل؟ حكايتي وأنا مضغوط!

بألا تعمل، نعم الإجابة بهذه البساطة. منذ أسبوع كنت مضغوط بشدة في عملي كمستقل حتى أنني ولمدة أسبوع مثلا للوراء - وﻷول مرة في حياتي - أواجه هذا الضغط من العملاء، من عملاء قدامى وعملاء جدد، أحسست فعلا بأن دماغي يلف عكس إتجاه عقارب الساعة، وهو لعمري أصعب بمراحل من دورانه مع إتجاه عقارب الساعة!

الساعة، كانت الساعة بالنسبة لي كنز عظيم في تلك الأيام، ولكنه كنز غير كاف، في ذلك الوقت عرفت لماذا قال أحدهم ﻷبي مرة: "نفسي أسمع نشرة الساعة التاسعة مساءً، لكن ليس لدي الوقت الكافي للأسف" وعرفت أيضا لماذا رأيت تاجر الجملة الخاص بالمواد الغذائية - في الحقيقة هو صاحب شركة كبيرة - الذي يتعامل معه أخي في القاهرة، أقول عرفت لماذا كنت أراه دوما غير حليق الوجه، وهو الذي يحمل إسما مسيحيا، في الحقيقة سألت أخي مرة لماذا لا يحلق هذا الرجل ذقنه؟ أخبرني بأنه لا يجد وقتا يحلق فيه ذقنه. أحسست وقتها أن أخي يبالغ، لكن شعرت فيما بعد أن تلك قد ﻻ تكون مبالغة، فعدم وجود الوقت الكافي، أو ربما عدم تنظيمه قد يجعلك فعلا تشعر بضغط شديد من العمل، لم أشعر بهذا إلا أثناء الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع الماضية.

في الحقيقة كان الخطأ خطأي ﻷنني قبلت بمشروع مهول الحجم - حوالي 20 ألف كلمة -من المفترض ترجمتهم بمقابل 200 دوﻻر حسب تسعيرتي المعروفة: 5 دوﻻرات لكل 500 كلمة، لكن لغرض الإكرامية ولضخم حجم المشروع ولإعتبارات أخرى قمت بقبول المشروع فقط بنصف السعر - 100 دوﻻر - والذي سيصلني بعدها مجرد 80 أو على الأرجح 75 دوﻻرا، أعتقد أنني بصراحة ظلمت نفسي وربما العميل عند قبول هذا السعر.

بينما كنت أترجم هذا المشروع، أتت لي مشاريع أخرى صغيرة، من عملاء قدامى وجدد، مشاريع العملاء الجدد كانت على هواي ﻷنها سهلة وﻷنها في مجال أحبه فعلا، مجرد كتابة مقال عن موقع ونشره في مدونتي هذه، ومشروع آخر كان عبارة عن تعديل على صفحات HTML و CSS وهو لعمري عشقي الأول لو تدرون! بالطبع لم أقم بتنفيذ هذه المشروعات طمعا في جني المال بقدر ما هو ترويح عن نفسي من ذلك المشروع الكبير، وصقل مهاراتي في تلك الخدمات المحببة إلى قلبي.

وبينما كنت أنفذ كل ذلك، ظهر عميل قديم وطلب أيضا ترجمة ملف مكون من 6400 كلمة، وهو صديق بالفيس بوك أيضا، فهو عميل صديق، ولم أستطع أن أقول له لا، في الحقيقة قلت لا، لكنه أبى ألا أقبل إلا بترجمة الملف الذي أرسله. أتت لي عميلة أخرى وطلبت مني عمل بحث باللغة الإنجليزية، كنت قد ترجمت لها شيء ما من قبل، لكن أخبرتها أني لن أستطيع فعلا عمل البحث بنفسي، وكحل وسط طلبت منها الإنتظار ريثما أجد أحد أمرر له المطلوب ليقوم بأداءه. طلبت من زميلتي في العمل المساعدة، لكنها كانت مشغولة أيضا ولم تكن متحمسة لهذا الأمر، فحاولت مع صديقة على الفيس بوك منذ سبع سنوات، ووافقت وعملت المطلوب ومررت لها مالا مقابل ما أدته.

وأيضا خلال كل ذلك كنت أساعد عميل أجنبي من التشيك في ترجمة بعض التطبيقات الخاصة بالهواتف الذكية، وكان هذا أكثر عمل محبب إلي فعلا ﻷن أرباحه كانت أفضل من أي عمل آخر.

لكن الآن إنتهيت بحمد الله من كافة الأعمال والمشروعات الخاصة بعملي الحر، فقط مازال لدي عملي الصباحي في وزارة الصحة. الغريب في الأمر أن هناك أيام تكون فيها مضغوط بدرجة فظيعة، وأيام لا تجد فيها أحدا يستخدمك ولو لمجرد ترجمة ثلاثين كلمة!

بالطبع منذ سنتين وبضع شهور لم أكن أظن على الإطلاق أني سأنتفع من الإنترنت أو أني سأربح منه المال ناهيك عن الشعور بالانضغاط في العمل لدرجة تمرير بعض المطاليب لزملاء وأصدقاء آخرين، ولم أكن أظن أيضا أني سأضيف لوصف هذه المدونة أعلاه جملة: "وكان لي الكثير ﻷكتبه، لكن ليس لي الوقت الكافي للأسف!" لكني أحمد الله على كل شيء مررت به وجعلني في هذا الموقع الذي أقف فيه اﻵن.

أما عن الإجابة المفيدة والمنطقية عن سؤال كيف تتخلص من ضغط العمل، فدعونا نبحث عنها سويا على الأخ جوجل، أما إن كان لديك نصيحة بهذا الشأن فيسعدني جدا أن تطرحها في التعليقات أدناه، دمتم سعداء :)

هناك 5 تعليقات:

  1. و انا من اسبوعين مكنتش اعرف انى هبتدى شغل اونلاين
    شكرا يا صديقي

    ردحذف
    الردود
    1. العفو يا آية، أنتِ تعلمين وأنا أعلم أنكِ تعلمين أنني سعيد جدا بذلك التعاون الذي تم بيننا الفترة الماضية :)

      حذف
    2. وعموما ألف ألف مبروك مرة تاني :)

      حذف
  2. مررت بفترات مشابهة سابقًا وحتى لا تتكرر اتخذت بعض الاجراءات مثل:
    - ايقاف خدمتي في خمسات مؤقتًا.
    - وضع فترة تسليم طويلة نسبيا من أجل الحالات الطارئة.
    - تمرير الأعمال إلى أصدقائي.
    ورغم ذلك أمر بفترات انضغاط أحيانًا ولكن ليس مثل السابق.

    ردحذف
    الردود
    1. مرحبا صديقي ديوب، سأجرب البندين الأولين إن واجهت أي إنضغاط في المستقبل، شكرا لمشاركتنا بخبرتك :)

      حذف