الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

عادل لبيب وأشياء أخرى

عادل لبيب محافظ الاسكندرية الحالى
ما قد يحدث فى المشمش J : -
بعد عدد لانهائى من السنين طلبت الولايات المتحدة الامريكية الدولة النامية الأولى فى العالم معونات اقتصادية وسياسية من قطب أقطاب العالم مصر ، ذاكرة فى التقرير الذى قدمته للسلطات المصرية ، أنه بدون الرقابة المصرية على الانتخابات الامريكية ستزور الانتخابات وتفشل حتما ، بواسطة الحزب الحاكم ( الحزب الوثنى الديموقراطى J ) والذى رشح عضوه البارز مباركوفيتش ، والذى من أصل روسى ، ويقال أن الاعداء الروس هم من دسوه فى أمريكا ليتجسس عليها .
قالت السلطات المصرية بكل قوة وشموخ : -
يا بنتى روحى العبى على جنب ، احنا مش فاضيين ليكى خالص J .
        كتبت هذه القصة الصغيرة والتى تنتمى الى قسم الخيال العلمى أو القصص الخيالية العلمية ، آسف يا سادة ، انها فانتازيا ، او ادعوها كما تريدون ، المهم أنى كتبتها البارحة . وهذا قبل ما حدث اليوم ، هو بالطبع حدث بسيط جدا ، لكنه زادنى علما وأخبارا وخبرة ، ولا أدرى أزادنى تفاؤلا أم زادنى تشاؤما ، عموما فلنرى معا ما حدث معى اليوم .
كان يوما دراسيا عاديا جدا ، أنتهى كما أنتهى زملاؤه القدامى الذين مروا قبله ، لكن الحدث الذى نحن بصدده الآن كان بعدما خرجت من بوابة الكلية وذهبت الى القصر لان به موقف العربات الميكروباص والتى لا أدرى ماركتها بسبب قدمها القديم قدما لا مثيل له ، حتى أنه يشاع أن سيدنا آدم ركب مثلها فى بدايات حياته بالطبع ، لكنه غيرها بعد شهرين على الأكثر J .
جلست بجوار طالب لكننى كنت متأكدا من قرب انتهائه من الدراسة لان سنه أخبر عنه أنه كبير الى حد ما وركبنا نحن الاثنين  بكرسى السائق والذى لا يتحمل الا شخص واحد فقط ( لكن تقول أيه ؟ ما هى علبة سردين J )، فقال بصوت خافت بعد أن أطلقت العربة محركها للريح المعاكسة  J: يا رب العربة تصل بسرعة . قلت له : ستصل بسرعة ان شاء الله . قال : يا رب .
ولكنه تدارك فقال بصوت مسموع : المشكلة أن الطريق زبالة . وخفت صوته الى أكبر حد ممكن وقال بهمس : والعربية أزبل منه . قلت له وابتسامة خفيفة تعلو وجهى : متخافش ، سنصل بسرعة ان شاء الله . قال : ان شاء الله .
ثم بدأ يحكى كمن يحكى لصديقه المقرب فقال : أنا هنا فى أسيوط منذ سنة 2000 ، أنا فى كلية حقوق وحاصل على شهادة الماجيستير ، يعنى هذا أنى لي مدة كبيرة هنا ، ولا أرى أى تغييرات جدية فى رصف الشوارع الا ما قام به المحافظ نبيل العزبى مؤخرا . أما فيما قبله فلم يحدث شيئا مفيدا اطلاقا . بعد أن حكينا بعض الاشياء عن المحافظ نبيل العزبى وكانت بالخير ، وذكرت فيما ذكرت موقف الشادر والذى به أكوام زبالة وقمامة أسيوط كلها ربما ، وذكرت أيضا شيئا من انجازاته المتعددة . وبعد أن حكينا بعض الأشياء الأخرى على المحافظ القديم ( أحمد همام ) وكانت بالشر J ( لم نكن منافقين فلم يكن أمامنا مثلا ابن أخت نبيل العزبى J) ، حكينا فى باقى رحلة المطبات التى ركبتها العربة مرارا وتكرارا  عن عادل لبيب  وذكرنا الرجل بكل خير .
تحول الحديث تلقائيا اليه عندما ذكرنا أعمال كلا من همام والعزبى فقال : أمال بقى احنا محافظنا عادل لبيب . استوقفته لحظة وقلت متساءلا : محافظ الاسكندرية ؟ أجاب بالايجاب ، ثم قال : لكنه كان محافظ قنا قبل الاسكندرية ويشهد الله كم جعل البلدة منظمة ونظيفة جدا ، رصف الطرق ، وجعل للشوارع 3 ورديات لعمال النظافة ، وهنا أشار صديقى الجديد على زبالة الشارع الذى كانت تمر به العربة وقال : لم يكن فى قنا كلها قمامة كمثل التى نراها الآن .
لم أقتنع بكلامه فقلت له : لكن الأهم من كل هذا هو التنمية البشرية ، فهذا ما تدعو اليه الآن دول الخليج بعدما ناطحت مبانيها السماوات . رد معقبا على كلامى : وأيضا هذا المجال لم يدعه هكذا بل طور فيه ( وهنا ذكر لى هذا الصديق كمية ضخمة من الكليات بجامعة قنا أنشأها عادل لبيب منها الطب والحقوق والطب البيطرى وكلية الآثار .... الخ ، هذا عن التعليم ، أما عن المهن الادارية فى المحافظة فحكى لى زميل الكرسى هذه الحكاية الصغيرة : ذهب عادل لبيب متخفيا الى احدى المستشفيات وعندما قوبل بعدم الاهتمام ، كشف عن هويته وقدم من لم يهتموا به كمواطن مصرى قناوى الى التحقيق ، ومن ثم لم يجرؤ أحد فى النظام الادارى بقنا كلها على الاهمال فى عمله خوفا من الزيارات المفاجئة أو المتخفية لعادل لبيب . أما من جهة علاقته بالشعب فكان يخصص يوم الاثنين كله للشعب لاستقباله فى مكتبه الخاص فى أى وقت بدون أى بيروقراطية كما فى مكاتب المحافظين الآخرين . أما من جهة التنمية البشرية نفسها فالمؤتمرات كانت كثيرة فى فترة رئاسته لقنا .
حكى أشياء أخرى كثيرة أيضا عنه ، وعندما قاربت العربة ( الكحيانة العيانة التعبانة ) على الوصول ، قال لى بلهجة ذات مغزى : عندما تمسكنا به أكثر فى نهاية مدة رئاسته لقنا ،  أبعدوه عنا وجعلوه فى آخر بلاد مصر بالنسبة لنا ( البحيرة فالاسكندرية ) وتولى بدلا منه ... هنا صحى السائق من غفوته الطويلة وقال بغباء نادر يحسد عليه ( الخواجة ) . امتعضت فسألت : مجدى أيوب ؟ قال الطالب : نعم . ومن يومها رجعت ريما لعادتها القديمة ورجعت قنا كما كانت عليه قبل دخول عادل لبيب اليها .
سألته : اذن لو كان عادل لبيب مازال موجودا بقنا لاصلح حالها أكثر ، ولكن هل كان سيحدث ما حدث من الاحداث الطائفية الأخيرة فى نجع حمادى ؟ أجاب سريعا : اطلاقا ، ففى فترته كانت هناك مودة بين المسلمين والمسيحين .

أما أنا فذكرت له المشكلة فى كل هذا : أن الأعلام لا يحكى علينا انجازات شخص عظيم مثل عادل لبيب وكأن من يحكى عنهم من أوباش هم القدوة ، وعادل لبيب هذا مجرد موظف حكومى ليس له انجازات بالمرة . وقررت حينها أن أكشف عنه النقاب بهذه المشاركة البسيطة منى لأننى أعتقد أنه يجب أن يتعلم الشباب منه ويتخذوه قدوة .

وصلت العربة الى النهاية واستودعت هذا الطالب النابه ، وفكرت لماذا نقلوا عادل لبيب من قنا رغم طلب أهل قنا المستميت لابقائه .
مع تحياتى : -
الكاتب محب روفائيل

هناك 6 تعليقات:

  1. دعني أوجهك لبعض الأمور حسبما أعتقد
    الموضوع طيب، والفكرة العامة حسنة، لكن البداية ليست بالحسنة على الإطلاق لأنها ليست موضوعية ناهيك عن أن لغتها الساخرة غير لائقة، طبيعي أن نختلف حول شخص لكن من غير الطبيعي أن يكون شكل الاختلاف بهذا الشكل،

    أما عن عادل لبيب فأنا أنحاز له للغاية، وأنت صدقت في رؤيتك عنه لكن الرجل أعطى وتم المد له في قنا لفترة أخرى وكان يريد العودة لوجه بحري حيث منبته وتحديدًا كفرالشيخ، ولكن ذهب للبحيرة ومن ثم الإسكندرية وهي تستحقه لكي تنضبط العاصمة الثانية لمصر، وهو ترك خلفه محافظة شامخة لكن للأسف من خلفه لم يسلك نهجه، القيادات يا عزيزي لا تصنع بسهولة،
    عادل لبيب حصل على حقه من التقدير كثيرًا على فكرة، وأنا سمعت الرئيس مبارك ذات مرة في اتصال هاتفي ببنرامج صباح الخير يا مصر حينما سألته المذيعة عمن يحب أن يُصبح عليه :) فقال لها البلدوزر : عادل لبيب :)
    بالتوفيق

    ردحذف
  2. أشكرك يا أستاذ أحمد على القراءة والتعليق والنقد الهادف .
    سنى الآن حوالى 19 سنة ، ولم أسمع بعادل لبيب الا مرتان : مرة من هذا الصديق الغريب ، والمرة الأولى عندما أختير محافظا للاسكندرية ، حيث جاء الخبر فى التليفزيون ذاكرا كل محافظ ومحافظته التى أختر فيها .
    كل ما أعتب على الحكومة والدولة بأعلامها سواء كان معارض للنظام أو تابع له ، هو عدم اخبار الناس بعادل لبيب .
    فأنا مثلا كنت أعتقد أعتقادا شديدا ومازلت أن الوزراء والمحافظين عبارة عن سارقي البلد وتنابلة للسلطان ، لكنى لم أعتقد هذا على أغلبهم ، فعندما يوجد الشر ، حتما ستجد الخير ، والا فكيف عرفت الشر أصلا وأعطيته هذا الاسم ؟
    كل ما كنت أريده من الاعلام هو اخبار الناس أن مصر مازالت بخير ، وهناك من يحبونها من السلاطين القائمين عليها . كى نطمئن جزئيا ونعلى من قيمة هذا السلطان صاحب الحق ، كى ينتهخ أمثاله الآخرين طريقه .
    أما عن البداية فأشكرك فعلا على توجيهك لى ، كى أكون مصقولا فى كتابة المقال .
    آخر شىء أريد أن أقوله أن مصر أولا ، وان لاقينا عن هذا أشر التعذيبات .
    أدرى أنك تحب مصر وأنا أيضا أحب مصر ، لكن كل واحد يحبها بطريقته ، وربما الى حد ما طرقنا متشابهة .
    وهذه الحقيقة هى أكبر وسام على صدرى .
    دمت بالخير والود : محب روفائيل حكيم

    ردحذف
  3. على كل حال يا مفكرنا النشط

    لا تقلق فهذا الرجل في النصاب والتسريبات الإخبارية تُشير لقرب توليه حقيبة وزارية هامة في التشكيل الوزاري القادم

    أنا شاهدته كثيرًا على التلفزيون المصري وفي مدونتي أكثر من موضوع لمراجعة لعدة حلقات تلفزيونية له على التلفزيون المصري، لكن الناس لا تثق في التلفزيون المصري رغم أنه تطور بشكلٍ لا يجاريه الفضائي أو المستقل من حيث الإنفاق والموضوعية

    بالتوفيق لك ودمت بكل عطاء

    ردحذف
  4. ليته اذن يكون وزيرا على التعليم العالى والبحث العلمى .
    أنا أثق فى التليفزيون المصرى ولكنها ليست ثقة مطلقة .
    فحضرتك بالتاكيد رأيت التضليل فى مسألة الانتخابات ، حيث أتوا بالصالح وتركوا الطالح .
    ف التليفزيون المصرى أشياء وبرامج كثيرة متطورة ومازلت أسمعه فى تليفزيوننا الابيض بأسود
    دمت فى جزيل الخير

    ردحذف
  5. على فكرة يا استاذ محب أختلف مع الأستاذ أحمد شريف,,, فلك مطلق الحرية في استخدام ما تشاء من أساليب طالما أن فكرتك وصلت إلينا:
    بصورة سلسلة وبسيطة
    بطريقة ممتعة
    بحبكة مترابطة
    وهذا هو الأهم.... على فكرة الإختلاف لا يفسد للود قضية, فأنا من أنصار الحرية في الكتابة, وعدم التقيد بأي قالب أو طريقة مسبقة,, المهم أن يرضي الكاتب القراء لا النقاد.
    تحياتي

    ردحذف
  6. أستاذى الفاضل حسن : -
    قرأت لك السبعة أجزاء أو السسبع تدوينات الخاصة بكيفية كتابة المقال ، وأستفدت منهما كثيرا جدا .
    أشكرك على الزيارة والتعليق .
    كما أنى أشكرك شكرا جزيلا على الموضوعات سابقة الذكر التى قرأتها فأفادتنى فائدة عظمى .
    كل ما أدريه أن أختلاف الرأى لا يفسد للود قضية .
    وأرائكما قيد التفكير والبحث .
    لكننى يجب هنا أن أقول أنه على الرغم من كتابة القصة الساخرة قبل باقى المقال بعدد كبير من الساعات ، الا أننى أعتقد أنهما مترابطان الى حد كبير ، بل وليس بهما ما يعيب .
    هذا طبعا لا يجعلنى أضع رأى الاستاذ أحمد شريف جانبا ، فأراؤه أيضا جميلة مثله .
    اعلما انكما من أقطاب المدونين الذين أتابعهم ، لذا أحاول التوفيق بين أرائكما كلما أمكن .
    دمتما بالود والخير
    دمت بالخير عزيزى الفاضل الأستاذ : حسن .

    ردحذف