السبت، 27 أبريل 2019

المؤمنون - الفصل الخامس من رواية بعد الدينونة

يمكنكم تحميل الرواية كاملة كتطبيق أندرويد من هنا

لقراءة تمهيد ومقدمة الرواية، إضغط هنا
لقراءة الفصل الأول بعنوان "البداية" إصغط هنا
لقراءة الفصل الثاني بعنوان "السير عبر الظلام" إضغط هنا
لقراءة الفصل الثالث بعنوان "السير في النور" إضغط هنا
لقراءة الفصل الرابع بعنوان "الدينونة" اضغط هنا


ماذا قال الكتاب المقدس عن غير المؤمنين بإنجيل النعمة والذين قد تُرِكوا؟ والذين رفضوا الرب عندما إمتنعوا عن سماعه والإيمان به؟

ستصبح اﻷرض كالجحيم لهم! عرفنا أنا ومارك مع أشخاص مؤمنين قليلين آخرين، أن الأمور ستبدأ في أن تصبح أصعب قليلا بالنسبة لنا. ستكون الثلاث سنوات ونصف اﻷولى فظيعة، وستحمل الكثير من الموت، أما الثلاث سنوات ونصف الأخيرة فلن تكون أقل من جحيم على الأرض.

كنا أنا ومارك بالمنزل عندما حدثت الضربة الموجعة الأولى. كانت عبارة عن هزة عنيفة لم يُرى أو يُسمع بمثلها من قبل. حيث بدأ كل شيء يهتز بعنف شديد فجأة. تبادلت أنا وزوجي النظرات المرتعبة، لم نكن متأكدين أن شيئا كهذا سيحدث. تمسكت بشدة بطاولة المطبخ وبحوافها. وقف مارك بمنتصف الحجرة، حاملا فنجان قهوة في يده. ثبت وكأنه تجمد من الخوف. بدا الإهتزاز وكأنه يزداد شدةً عندما بدأت تتصادم الأشياء في المنزل بالأرضية بحركات سريعة. بعدها بدأ حدوث الأسوأ. كان الناس يبكون ويصرخون طلبا للنجدة في كل مكان. كان البؤس والألم يملآن كل الأماكن.

لقد كان زلزالا. بدأت صرخات الألم تزداد، مبينة أن المزيد والمزيد من الناس قد تضرروا منه. كان صوت تحطم الأشياء وانهيار المباني يصم الآذان. كان مارك خائفا، أما أنا فكنت مرتعبة. لقد كان الرعب مرسوما على وجهينا، كنت أرى الألم في عينيه، واليأس على شفتيه، والخوف في وقفته. جعلنا الصراخ المستميت من أجل المساعدة متمسكين أكثر بالأرض. فرغم أننا كنا نسمع طلب المساعدة من كل مكان، الا اننا لم نستطع القيام بأي شيء حيال هذا الأمر. وتوجع قلبي بسبب تلك الصرخة الحادة التي كادت تثقب طبلة أذني، وذرفت عيناي دموع ساخنة نزلت بللت بلوزتي بعد أن غطت وجهي. وكانت أصوات سارينات عربات الإسعاف تقطع الهواء، النجدة! برغم أنها أتت هنا لتقديم المساعدة إلا أنها لم تستطع مساعدتنا. ياللعجب، فكل ما يقال عن قوة خدماتنا الطبية وخدمات الطواريء ظهرت حقيقته وهو أنه غير صحيح، فلم يستطع أي شيء أن يعالج الموقف الحالي. كانت هذه هي البداية فحسب.

فجأة، كمثل إنتهاء عرض الأوبرا، انتهى الدمار بالخارج سريعا وبدا كل شيء وكأنه سيعود لطبيعته. نظرت بقليل من الإرتياح غير قادرة على معرفة ما يتوجب عليً القيام به. أما مارك والذي كان راقدا على الأرضية اﻵن، وقف، وتمشى تجاهي وأخذني بين زراعيه. ذرفت الدموع على كتفيه، غير متأكدة ماذا يجب أن نفعله تاليا حيال كل هذه الأمور. الحقيقة أنه لم يكن هناك أي شيء يمكننا فعله. لقد عرفنا جميعا هذه الحقيقة. فلا أعظم تكنولوجيا عرفها العصر، ولا أعظم حكمة مرت على تاريخ البشرية يمكنها أن تساعد لمجابهة الوضع الحالي. فهذه هي بداية النهاية، تلك النهاية المؤلمة والحزينة والتي لا يمكن الهروب منها للأسف.

بحلول المساء، كانت أطلال ودلائل الزلزال منتشرة في كل مكان. كان هناك متطوعون، يحاولون القيام ببعض الأمور التي تحاول من شأنها أن تعيد البيئة المحيطة إلى سابق عهدها. أردت أن أخبرهم أن كل هذه الجهود ستضيع سدى، وكيف أنها غير مفيدة وغير مهمة، مقارنة بالأحداث التي على وشك المجيء. أردت أن أعظهم، مخبرة إياهم أننا فقدنا فرصتنا حينما أتى الإختطاف وتركنا، بعدما كان الأبرار يعظوننا بإنجيل يسوع وحولنا لهم أذانا صماء، شاغلين نفوسنا بأمور أرضية قليلة الأهمية.

إن ما نتحدث عنه الآن هو مصيرنا الأبدي! كل ما علينا فعله هو أن نعيد النظر في الكلمة ومحاولة الإستفادة منها. أردتهم أن يعرفوا كيف أننا ضيعنا فرصتنا الوحيدة لننجو بواسطة الإختطاف، وذلك بعدم إيماننا بما كان يسوع يحاول أن يخبرنا إياه بطول أناة وبصبر. أردت أن يعرفوا أن الوقت متأخر جدا- لدرجة أن الشيطان أسرنا في شباكه اﻵن وليس لنا مهرب منه. لقد كان الحل كله في ذلك الكتاب، الكتاب المقدس، لو كنا فقط قرأنا كتالوج الحياة هذا وآمنا به!

لحسن الحظ، مازالت هناك فرصة للإفتداء، لكن سيكون التحدي أصعب كثيرا من السابق حتى تتحسن الأمور بعض الشيء. كنا مؤمنين اﻵن وكنا مازلنا أحياء. سنكون مع مخلصنا في السماوات، لكن سيتحقق ذلك اﻵن بثمن ضخم وصعب.

لقراءة الفصل السادس بعنوان "وبدأت المصائب تحدث" اضغط هنا
لقراءة الفصل السابع بعنوان "الوقوع في الأسر" اضغط هنا
لقراءة الفصل الثامن واﻷخير بعنوان "هنا واﻵن" إضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق