الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

أحبك يا أمجد : قصة قصيرة

فى حصة التربية الرياضية ، انهزم فريق امجد وحازم, المكون من اربعة افراد, اى اثنين آخرين فى الفريق غيرهما معهما. وسرعان ما نزل ارض الملعب الفريق المنتظر دوره فى اللعب .
كان يبدو على امجد مظاهر الاسى والحزن؛لذلك سأله حازم عن الذى اصابه. أهو من الهزيمة . قال له أمجد:"ليس هذا من الهزيمة." فسأله حازم للمرة الثانية:"ان لم يكن من هزيمتنا الساحقة فمن اين هذا العبوث المنكر اذن؟" فقال له امجد بكل صراحة: "انى خائف جداً ان لم تكن نرمين تحبنى." قال حازم كعادته مازجاً وخالطاً بين الجد والهزل متضاحكاً: "أهذا هو الذى جعلك لا تلعب جيداً فى الملعب؟ فهزمنا هزيمة ساحقة." قال أمجد وقد اشتد به الغضب: "كفاك استهتاراً يا حازم, ان الشوق اليها يكاد يقتلنى. لا ادرى ماذا أفعل. لا أدرى." فقال حازم مضيقاً عيناه مظهراً الذكاء: "سأحاول ان اساعدك, ولكن اعطنى فرصة صغيرة للتفكير." وظلا أمجد وحازم يفكران.
بعد حوالى ثلاثة دقائق جيئة وذهاباً من كليهما, توقف حازم فجأة وقال لأمجد بصوت عال: "وجدتها يا أمجد وجدتها." قال له أمجد: "لعلك ارشميدس، أتضحك على وتسخر منى يا حازم؟" فقال حازم بسرعة: "لا، بل وجدت فكرة مجنونة جداً وجريئة جداً جداً." وأخذ حازم يشرح لأمجدالمتلهف الفكرة، وبعد انتهاء الشرح بادر الصديقان بتنفيذ الفكرة، فى نفس الحصة: "حصة التربية الرياضية".
دخل الأفراد (الطلاب والطالبات) الفصل ، وبعدما انتهوا من الجلوس كل فى مقعده الخاص به، وجد كل أحد منهم مفاجأة فى فصله، لم تكن بالمفاجأة العادية، وانما كانت مذهلة، مذهلة بجميع المقاييس.
وجد الطلاب السبورة ممسوحة ولكنها ليست ممسوحة كاملة، بل يوجد بها كلام بالبنط العريض، والكلام هو المفاجأة التى تفجرت فى وجوههم.
"أحبك يا أمجد." هذه هى المفاجأة. وكان من اليسير على كل طلاب الفصل ان يعرفوا من هو كاتب هذه الكلمات.
كان الكاتب معروفاً لهم جداً، فهو- آسف- أقصد هى "نرمين" تلك الفتاة التى يحبها أمجد، فخطها عندما ينعكس منه الضوء الساقط عليه لا تخطىء العين قراءته والتعرف على صاحبته.
فى الحقيقة لم تكن هى الكاتبة، بل هو حازم الذى كتب، فهو مقلد خطوط ممتاز. فهذه هى هوايته منذ الصغر، ولم يكن يعرف أحد فى الفصل ان هذه الهواية لديه ، كما أنه كتب هذه الكلمات فى حصة التربية الرياضية، ولم يكن أحد موجود فى الفصل حينئذٍ، مما ثبت الأنظار على "نرمين" على أنها الكاتبة.
من حسن الحظ، أنه لم يأت مدرس الحصة بعد، لأنه لم يحضر المدرسة بعد. كان هذا البند مدروساً جيداً فى الخطة ، لأنه ان أتى هذا المدرس لتعرف على صاحبة الخط وعاقبها أشد عقاب.
كان فى هذه اللحظات المدير يلف ويدور على الفصول، ليتفحص الترتيب والنظام. دخل المدير الفصل المحدد، ورأى الكتابة بالبنط العريض "أحبك يا أمجد." وأوقف أمين الفصل وكانت فتاة، فسألها عن الكاتب، فأخبرته بأنها "نرمين" فأمر بعقابها أشد العقاب، لأنها ستحول المدرسة الى كتابات الحب والغرام على حد قوله.
هنا وقف أمجد بشجاعة منقطعة النظير، وسط دهشة زملائه وزميلاته، وقال للمدير بصوتٍ عالٍ "لا يا أستاذ، لم تكن هى الكاتبة، بل أنا" فسأله المدير: "وماذا اسمك؟" قال أمجد: "اسمى أمجد وحيد." فسأله المدير: "أى انك تحب نفسك؟" فقال له أمجد مصححاً: "لا، بل كنت فى أثناء ذلك أتذكر ما كانت تقوله لى المرحومة والدتى عندما ترانى دائماً: "أحبك يا أمجد" وأجهش أمجد فى بكاء شديد، فتحرك اليه المدير بسرعة، وربت على كتفيه مهدىء له الى أن هدأ أمجد، فسارع المدير ومشى لكى يتابع باقى أعماله بعد أن اطمئن على أمجد.
بعدما خرج المدير غرق الفصل فى الضحك على انقاذ أمجد لنرمين ولو بالكذب.
بعد هذه الحصة أتت الفسحة، وقال أمجد لحازم: "لعبة بارعة منك يا حازم، أشكرك كثيراً". بعد هذه اللحظة ظهرت "نرمين" فتهيأ كل من أمجد وحازم لمقابلتها. قالت نرمين: "أشكرك يا أمجد كثيراً على نبلك وشهامتك معى". فقال أمجد ملجلجاً فى الكلام: "لاشكر على واجب انى فقط رأيتك لن تقدرى على تحمل العقاب فأزحته عنك." فقالت له نرمين متعجبة: "ولكنى لم أكتب تلك الجملة، فمن يا ترى الذى كتبها؟ أؤكد لك انى لم أكتبها ." فسألها أمجد بعد أن مشى حازم من بينهما: "أتحبينى يا نرمين؟" أحمر وجه نرمين ولجلجت فى القول، لكن حسمت أمرها فى النهاية وأجابت بصوتٍ خافت: "نعم" وبعدها أطلقت ساقيها للريح وسارعت بالانطلاق.
تمت بحمد الله

ملحـــــــــــــــــــــــوظة
تم نشر هذه القصة من قبل مرتين على شبكة الانترنت مرة فى مجلة أنا مصرى الالكترونية ومرة فى شبكة كليكوت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق