السبت، 25 فبراير 2017

كتب جديدة قرأتها أنصح بها

قرأت خلال الأسبوعين الماضيين ثلاث كتب أعجبتني جدا، وكنت مستمتع كثيرا أثناء قراءة كل كتاب منها، سأحاول أن أكتب بضع سطور عن كل منهم..

1) كتاب السؤال الذي لا يغيب، البحث عن إجابات في عالم تعصف به المآسي واﻵﻻم:-
لقد شدني هذا الكتاب من عنوانه، تحصلت عليه بإستعارته من مكتبة الكنيسة لدينا، حيث أشار عليً قس الكنيسة بقراءة الكتب الجديدة الذي أوردها إلى المكتبة، وكان هذا الكتاب منها، ظننت أنه من الصعب أن أتغاضى عن قراءة كتاب كهذا، وتأكدت من هذا الظن بعد أن قرأت الكتاب.
دعني أحبطك قليلا عزيزي القاريء وأحذرك أن مالك قد يضيع هباء إن إشتريت هذا الكتاب، فالكاتب "فيليب يانسي" لم يجد إجابات على الإطلاق، هو فقط كان يبحث، لكن هل وجد إجابة؟ بالطبع لا، وهو لا يحاول تغطية هذا القصور، ﻷنه يعتقد أن القصور هنا سببه الرئيسي هو محدودية العقل البشري عن البحث في أفكار الله ومقاصده التي سمحت لكوارث طبيعية ومذابح وحروب أن تحدث..
إستخدم الكاتب بعض التعبيرات القاسية ضد الله على لسان من يعانون أو من تصيبهم كارثة، وهو يلتمس لهم الأعذار. عموما فالكاتب ما انفك ينصح على مدار كتابه الذي يتكون من 144 صفحة ألا نبحث عن أسباب المعاناة، بل أن نعرف كيف نستفيد منها، وكيف نساعد من يعانون! أيضا يذكر أن كل شيء سينتهي في الحياة اﻷخرى، ويذكر أيضا أنه لولا رجاءنا في حياة أخرى يمسح الله فيها دموعنا لكنا أشقى الناس بسبب معاناتنا هنا على الأرض

2) كتاب سائح روسي على دروب الرب:-
يبدو العنوان منفتحا أكثر خاصة وأنه يعترف بأن هناك دروب كثيرة للوصول إلى الرب، لكن في داخل الكتاب الذي يتكون من 160 صفحة، يتحدث عن درب واحد فقط بتركيز شديد جدا، من خلال قصة واحد من السياح الروسيين، ويبدو أن هذه فئة مشهورة في روسيا ويمكن تعريف السائح الروسي في من يطوف القرى والبلدان الروسية متجردا من كل شيء من أجل الرب، ويستعطي الخبز ليسد رمقه.
سمع هذا السائح الجملة الإنجيلية التي تقول: "صلوا بلا إنقطاع" وسمع أيضا آية: "ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل" وبمنتهى الأمانة (على عكس الكثيرين منا) تلك الأمانة التي جعلت الأنبا أنطونيوس الكبير يبيع كل ماله ويعطي الفقراء ويتبع يسوع، بمنتهى الأمانة ظل يبحث عن معنى أن يصلى كل حين ولا يمل، أو بالأحرى عن طريقة تحقيق هذا، وتوصل في بداية الأمر على بداية الطريق وهي أن يظل قلبه مرتبط بالرب طوال الوقت مرددا عبارة "يا رب يسوع المسيح إرحمني أنا الخاطيء"، وظل هذا السائح طوال القصة يتعلم كيف السبيل إلى ذلك، وكان يتدرب تدريجيا إلى أن أتقن الصلاة الدائمة، وكانت مصدر فرح وسعادة له على الدوام، وكان أحيانا يقابل أناس مهتمين أيضا بهذه الصلاة فكان يتعلم من بعضهم ويعلم البعض اﻵخر ويشجع آخرين للوصول لمبتغاهم.

3) كتاب كنز قمران للأستاذ/ حلمي القمص يعقوب:-
إستمتعت كثيرا في أواخر السنة الماضية 2016 بقراءة سلسلة الروايات التي كتبها أستاذ حلمي القمص يعقوب تحت عنوان "إقرأ وأفهم .. روايات إيمانية" فأنا أعشق الروايات خاصة الروايات الدينية على قلتها..
إسلوب الأستاذ حلمي جيد جدا في السرد، حيث يعتمد على أسلوب القصص أكثر من أسلوب الرواية، مما يجعل كتبه بمثابة قصص قصيرة طويلة أكثر منها روايات.. كتاب كنز قمران يحكي بتصرف الأحداث التي جاءت في سفرين من الأسفار القانونية الثانية وهما سفرا المكابين الأول والثاني، وهو يحكي قصة بسالة وشجاعة القائد يهوذا المكابي وأخوته من بعد إستشهاده، وكيف أنه دخل حروب كثيرة ضد ولاية أنطاكية السورية اليونانية في القرن الثاني قبل الميلاد، يحكي أيضا عن الخلفيات التاريخية المعاصرة لأحداث الرواية بدقة جميلة.
هذا الكتاب جيد جدا للنشء وللشباب حيث أنه سيعلمهم الكثير جدا في علاقتهم مع الرب، ويكرس مفهوم العيش مع الرب وإدخال الرب في كل شئون الحياة خاصة تلك التي تستوجب التسلح بقوته لمواجهتها تماما كما فعل البطل المغوار يهوذا المكابي طوال أيام حياته القصيرة حيث أنها كانت مليئة بحروب دفاعية كثيرة عن إخوته وأهله شعب الله، وحسب العقل والمنطق البشري كانت النصرة دوما للخصم، إلا أن الله كان يعضد جيش يهوذا القليل في مواجهة جيوش اليونان ضخمة الأعداد.

هذه هي الكتب التي قرأتها منذ بداية هذا العام 2017 حتى اﻵن، أدعوكم لقراءتها والإستمتاع بها.. أما إن كنتم قد قرأتم بعض أو كل هذه الكتب، فما رأيكم فيما قرأتم وفي عرضي له؟ هل تنصحونني بقراءة كتاب آخر؟؟ أخبروني بالتعليقات أدناه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق