الخميس، 1 فبراير 2018

البرمجة، من المتعة والمنفعة المادية إلى خدمة المجتمع وتنميته

فوائد البرمجة من الناحية الشخصية:
كما قد يعرف بعضكم فأنا لم أتعامل مع الحاسوب إلا مؤخرا عندما إضطرت عائلتي لشراء كمبيوتر مكتبي لكي أتابع به دراساتي في كلية الحاسبات والمعلومات، قبلها لم أكن أدري من كيفية التعامل مع الحاسوب إلا تشغيله، حتى إطفاءه لم أكن أقوم به بالطريقة السليمة.
بعدها لم أكمل تعليمي في كلية الحاسبات، لكن لم يبعد الحاسوب عني يوما، ولم أفكر يوما في التخلي عن البرمجة، رغم إني عهدتها صعبة قليلا في البداية وذلك لسببين:
  1. عدم درايتي باللغة الإنجليزية وقتها الدراية الكافية، ﻷن الدراسة كانت بالإنجليزية.. مع العلم بأنني مترجم لغة إنجليزية محترف اليوم، بجانب عملي كمصمم ومبرمج مواقع الكترونية..
  2. ﻷن هذا العالم - عالم الكمبيوتر - كان كما ذكرت أعلاه جديدا كليا علي، ولم أستطع مسايرته أو مسايرة الكثير من زملائي الذين تعاملوا مع الحواسيب المختلفة من المهد فيما يبدو.
 لكن بعد ذلك، وبعد دراستي المكثفة للغة الإنجليزية، إكتشفت شيئين:
  1. البرمجة ممتعة جدا، عكس ما شعرت بينما كنت أدرس في الكلية
  2. يمكن التعويل عليها كمصدر دخل، وذلك بعدما تعرفت على العمل الحر عبر الإنترنت.
البرمجة بين خدمة المجتمع وصنع منتجات غير مفيدة بغرض التسويق المجاني.
الأسبوع الماضي قرأت خبرين عن تطبيق هواتف ذكية، وعن منتج لشركة سيارات، كم كان الفرق كبيرا بينهما، فالأول بإختصار شديد مبني خصيصا ليستخدمه ضعاف البصر والمكفوفين، وذلك حتى يخبرهم صوتيا بأي شيء يقابله أمامه وذلك يتم عن طريق كاميرا الهاتف  التي ترتبط بخوارزمية معينة إعتمد فيها على الذكاء الإصطناعي ليتم تحديد والتعرف على بل وحفظ الأشياء المختلفة لتحسين ذاكرة هذا البرنامج..
أما الثاني فرغم أني لا أريد أن أتحدث عنه لفرط غيظي منه، وهو "لا مؤاخذة" شبشب يركن نفسه في المكان المخصص له، صنعته إحدى شركات السيارات، لا أدري لماذا؟ لكن أغلب الظن كما أخبرني أحد الخبراء على تويتر أنه لا فائدة له إلا التسويق للشركة المصنعة وخلق مزيد من الزخم والجدل حولها.

أين أنا من هذا وذاك؟
وصل أحد أصدقائي على تويتر البارحة لوحة راسبيري باي، ذلك الكمبيوتر الكفي الصغير، وهذا شيء ممتع جدا لو تعلمون، يعمل صديق آخر في مجال البرمجة لتحسين دخله أو كدخل أساسي.. لكن المتعة والمنفعة المادية ليست فقط هي فوائد البرمجة، فأفضل فائدة للبرمجة هي خدمة المجتمع وتنميته كما فعلت الشركة الناشئة التي صنعت التطبيق الذي تحدثت عنه أعلاه.. أما أنا، فالبرمجة كانت حتى الأسبوع الماضي بالنسبة لي مجرد هواية ممتعة ومصدر إضافي للدخل، تماما كصديقي أعلاه. قد أستمر على هذا المنوال، لكن أعتقد أنه لو أتيحت لي الفرصة لخدمة مجتمعي والمجتمعات المحيطة بتنفيذ فكرة ستخدمه لن أتأخر في تنفيذها أبدا.. ولن أترك واجبي في خدمة المجتمع، ﻷن بدون هذا المجتمع ما كنت وصلت لما أنا فيه من الأساس..

مشروعي القادم:
فكرت بصوت عالي الأسبوع الماضي على صفحات الويب المختلفة في فكرة موقع إلكتروني قائم أساسا على كتابة المقالات.. يمكن ﻷي شخص أن يكتب فيه، ويمكنه جعل بعض أو كل مقالاته مدفوعة أو مجانية، أريد أن أجعل الموقع عربيا في الأساس لخدمة المحتوى العربي على الإنترنت وإثراءه، لكن نصحني أحد أصدقائي بأن مصيره ربما لن يكون جيدا إن كان مخصصا للعرب، وأكمل قائلا بأنه من الجيد أن توفره للأجانب أولا.. لا أدري، لكني في إشتياق لخدمة المجتمع الذي خرجت منه وفادني كثيرا على مر الأعوام السابقة، كما ذكرت أعلاه.

على الهامش:
 كنت قد كتبت في تدوينة سابقة أنني لن أقدم على الوظائف الصغيرة في مواقع العمل الحر، ووضحت أسبابي ساعتها، لكني لم أستطع تنفيذ هذا الأمر، ولم أستطع رؤية مشاريع تناسبني تماما ولا أقدم لها حتى أفوز بها، وها أنا أكتب هذا التنويه ﻷن الأمانة إقتضت ذلك..

وإلى أن نلتقي، دمتم سعداء..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق