الاثنين، 22 فبراير 2016

حكايتي مع الدروس الخصوصية - أستاذ محب!

السلام عليكم إخوتي / أخواتي ..

اﻷمر وما فيه إنني بعدما أنهيت دراستي بالمعهد الفني الصحي، في نهاية صيف 2013، كانت هناك حلقة مفقودة من الزمن أو كانت ستصبح هكذا لولا أنني فكرت في الإستفادة منها بأي شكل فاستقريت على إعطاء دروس خصوصية وقد كان، بدأت أبحث عن الطلاب المحتمل أن يحتاجوا لتقوية ووجدتهم ودرست لهم كثير من المواد، فرغم أنني فكرت في التخصص في مادة اللغة الإنجليزية فقط، إلا أنني وجدت أهالي الطلاب يطلبون مني تدريس باقي المواد ﻷبنائهم، وافقت على مضض خاصة وأنني كنت متفرغ تماما في تلك الفترة "بعد إتخاذي هذا القرار بأسبوع حصل ما لم يكن في الحسبان: أصبحت وحيدا في المنزل بعد أن كانت الوالدة معي، ولمن لا يعرفني أقول له: أنا بلا والدتي لا أمثل الكثير، فقد كانت وما تزال تسهل لي كثير من الأشياء كمعظم الأمهات، أقول هذا ﻷوضح لكم إنني لم أظل متفرغ كثيرا بل كنت مضغوطا جدا في تلك الفترة"

رغم ذلك، أتممت واجبي تجاه طلابي على أكمل وجه، بغض النظر عن النتائج المتفاوتة لطلابي، أعتقد أنني كنت فعلا أشرح "بزمة وضمير!" إلى أن إنتهى الترم الأول ..

الفترة المفقودة من الزمن التي ذكرتها أعلاه ما هي إلا الفترة بين التخرج (يونيو 2013) والإلتحاق بالخدمة العسكرية (أبريل 2014). قبل نهاية أجازة منتصف العام، صارحت طلابي بأنه لن يصلح أن أكمل معهم ما بدأته، فبفرض أنني بدأت معهم تدريس الترم الثاني فلن أستطيع إكماله بسبب الخدمة العسكرية، فطلبت منهم البحث عن معلمين آخرين. إقترح أحدهم أن أشرح لهم لمدة شهر أو شهرين حتى موعد الترحيل لمركز التدريب لكني رفضت لئلا يرفض المعلمين اﻵخرين التدريس لطلابي فيما بعد، قلت لهم: من الأفضل أن تبدأوا الدراسة معهم من بداية الترم ليس من منتصفه، ﻷنهم قد يرفضون مساعدتكم إذا أعتبروكم متأخرين.

إذن تبقى شهران على موعد الإلتحاق بالجيش (بداية من فبراير 2014 وحتى أبريل 2014) وكان هذان الشهران في عداد الحلقات المفقودة من الزمن، لولا أنني بتوفيق من الله بدأت في تقديم خدمات الترجمة عبر الإنترنت والحمد لله، فقد كانت أرباحي منها خير معين لي في تلك الفترة الصعبة!

في أجازاتي من وحدتي العسكرية، لطالما طلبت مني والدة أحدهم وسأدعوه "سمير" أن أقوم بالتدريس لإبنها "إن شاء الله حتى درس ولا إتنين كل أجازة" على حد قولها، وبعد الضغط الشديد وافقت، كنت رافضا ﻷنني لم أكن أريد أن أربط سمير بي وبأجازاتي، لكن إضطررت للرضوخ بعد ضغط كلا من سمير وأمه! فقمت بالشرح لسمير خلال أجازاتي من وحدتي العسكرية على قدر المستطاع، لكني توقفت عن ذلك بعد أجازتين على ما أتذكر.

منذ بضع أيام طلبت مني والدة أحد طلاب المرحلة الإعدادية "مساعدته" في اللغة الإنجليزية، جدير بالذكر أن والد هذا الطالب له فضل كبير على لن أنساه ما حييت، ربما أكتبه هنا يوما! لكنني كنت محرج جدا وأنا أرفض طلبها بمنتهي الإحترام و"الكسوف"!

حدث معي اليوم فقط ومنذ قليل، شيء مشابه، حيث أتت أم سمير لوالدتي لتطلب منها أن أدرس ﻷبنها سمير. المشكلة أن الولد مصر على تماما، لا يريد أي مدرس آخر إلاي، حتى أنه عندما يراني في الشارع يقوم سمير بالصياح: أستاذ محب - أنا عاوز درس عندك! في كل مرة أرى الإلحاح والإصرار في كلماته القليلة وتعابير وجهه، كما أرى أيضا نظرة تقول "والنبي وافق" (سمير مسيحي لكن هذه الجملة تشرح ما أعنيه تماما) .. المهم شرحت لوالدته أن ما تطلبه مني صعب علي بعض الشيء، ﻷني أحضر إلى المنزل من العمل شبه منهك القوى، كما أنني لو كان لدي وقت فراغ أحاول أن أقدم خدماتي على الإنترنت وشرحت لها أن عملي على الإنترنت مجزي تماما مقارنة بالتدريس للطلاب، لكن في النهاية لم أستطع رفض طلبها، بل جعلت موافقتي شبه معلقة، قلت لها: "سأحاول أن أدرس لسمير أيام أجازاتي أو عندما يكون لدي وقت فراغ"

في الحقيقة: لا أريد أن أدرس ﻷحد أي شيء، ﻷني فعلا أربح مالا أكثر من الإنترنت، بالإضافة لراتبي الشهري نظير عملي في وزارة الصحة، لكن أواجه صعوبة كبيرة في قول "لا" ﻷي شخص.

لو كنت عزيزي القاريء / أختي القارئة قد وصلت لهذا السطر بدون تخطي الفقرات السابقة فأنت سوبر مان / سوبر ومان ويتوجب على شكرك، وعموما أحب أن أقرأ رأيك في التعليقات أدناه!

هناك 4 تعليقات:

  1. كما فهمت من القصة أن جيرانك جميعهم لديهم انطباع بأنك أستاذ، إذا كنت لا ترغب في متابعة التعليم فعليك أن تعمل على تغيير هذا الانطباع.
    بالنسبة للدروس الخصوصية في الاجازة، فلن أفعلها ولو دفعوا لي 1000$ للحصة الواحدة ههههههه

    ردحذف
  2. مرحبا أستاذ محمد بك في مدنتي المتواضعة :)
    ربما هذا صحيحا، لكن لدى الجميع هنا إنطباع معين وهو أن كل من هو متعلم جيدا يستطيع التدريس وإعطاء دروس خصوصية!
    بخصوص الدروس، فهو أحساس جميل جدا أن يسلم عليك طالبك في الإجازة مثلا بطريقة واضح عليها الإمتنان، سواء كنت تتمشى مع أصدقائك أو مع زوجتك، فحب الطلاب لك سيجعل روحك المعنوية ترتفع "على أساس أنك قدمت شيء ذا قيمة حقا"
    أما بعد موازنة الأمور جيدا، ستجد - وأنت خير من يعلم - أن العمل على الإنترنت مجزي أكثر ويعطيك قيمة حقيقية أيضا.
    تشرفت بزيارتك أخي محمد :)

    ردحذف
  3. في رأي انك اخطأت في البداية بحثت عن الاستفادة الشخصية دون النظر الى ان الطلاب محتاجة تواصل مع نفس المدري و تغيره بيسبب مشكلة في التأقلم مع المدرس التاني
    اما بخصوص الربح التدريس زى اى مشروع مبيحققش ربح كبير في بدايته لكن لما تثبت نفسك و تستمر تعتبر مربحه جدا و ظروفه افضل من العمل علي الانترنت لانه مش مضمون طول الوقت و لو اتوقفت عنه هتحتاج تبتدى من الصفر ف مشروع جديد

    رغي كتير بس good luck و اثبت علي تخصص او مشروع :D

    ردحذف
  4. مرحبا آية، السبب هو أنني لم أكن أعلم متى بالضبط سألتحق بالجيش. فقد تم تسويف هذا الأمر من قبل هيئة التجنيد أكثر من مرة، مما جعلني أفكر في مصدر رزق بدون معرفة حتى متى سأستمر فيه.

    أنت تعلمين على ماذا استقريت الآن: الوظيفة صباحا والعمل الحر بعد الظهر.. شكرا على مرورك طيب الرائحة :)

    ردحذف